في رحلة حياتنا، نواجه باستمرار مفترق طرق يفرض علينا اتخاذ قرارات تحدد مسارنا وتُشكل مستقبلنا. منذ لحظة الاستيقاظ حتى خلودنا للنوم، نواجه سلسلة من الخيارات، بدءًا من اختيار ما سنأكله او نلبسه إلى تحديد مسارنا في الحياة كاختيار شريك الحياة او قرار شراء منزل او سيارة او بناء مشروع او الدخول بوظيفة او الخروج منها، وغيرها من قرارات الحياة العملية وجميع جوانب الحياة الأخرى، بقرارات صغيره ومتوسطة او كبيره.
وتزداد أهمية اتخاذ القرار الناجح في عالمنا المعقد والمتسارع، ففي ظلّ وفرة المعلومات وتعدد الخيارات، يصبح من السهل الشعور بالتردد والحيرة في اتخاذ القرار.
لذلك، بات اتقان مهارات اتخاذ القرار ضرورة لا غنى عنها للنجاح في مختلف جوانب الحياة.
أهمية اتخاذ القرار الناجح
يتم اتخاذ القرار من اجل ثلاثة أشياء مهمة ورئيسية:
- تحقيق الأهداف: يساعد اتخاذ القرار على تحديد الأهداف التي نريدها ووضع الخطط اللازمة لتحقيقها.
- حل المشكلات: يساعد اتخاذ القرار على تحديد المشكلات التي نواجها ووضع الحلول الممكنة لها.
- الاستفادة من الفرص: يساعد اتخاذ القرار على تحديد الفرص واتخاذ الإجراءات اللازمة للاستفادة منها.
أنواع القرارات في حياتنا
يمكن تصنيف القرارات إلى أنواع مختلفة، حسب عدة معايير، ولكن لو ركزنا الى أنواعها من حيت التأثير فتنقسم الى نوعين رئيسيين:
- القرارات الصغيرة: وهي القرارات التي يكون لها تأثير محدود، مثل القرارات المتعلقة بتغيير الملابس أو تناول الطعام او عمل بعض الرحلات البسيطة، وكذلك أي قرارات بسيطة حتى في العمل.
- القرارات الكبيرة: وهي القرارات التي يكون لها تأثير كبير، مثل القرارات المتعلقة بالزواج أو شراء منزل او بناء مشروع او اختيار تخصص او السفر الى دولة جديدة للإقامة او للعمل او قرارات كبيره في الاعمال.
خطوات اتخاذ القرار الناجح
اتخاذ القرار مهارة مهمة يمكن تعلمها وتحسينها مع الممارسة، وهناك العديد من الخطوات التي يمكن اتباعها لاتخاذ القرار الناجح، ومنها:
1. تحديد المشكلة أو الهدف:
الخطوة الأولى في عملية اتخاذ القرار هي تحديد المشكلة أو الهدف الذي تحتاج إلى حل أو تحقيق، فبدون فهم المشكلة أو الهدف، لن يكون من الممكن تحديد البدائل الممكنة أو تقييمها.
2. جمع المعلومات:
الخطوة الثانية هي جمع المعلومات اللازمة لفهم المشكلة أو الهدف ووضع البدائل الممكنة، فكلما كانت المعلومات المتاحة أكثر دقة واكتمالًا، كان اتخاذ القرار أسهل.
3. تحليل المعلومات:
الخطوة الثالثة هي تحليل المعلومات التي تم جمعها لفهم المشكلة أو الهدف بشكل أفضل، فهذا يساعد على تحديد البدائل الممكنة وتقييمها.
هناك العديد من تقنيات تحليل المعلومات التي يمكنك استخدامها، ولعل أهمها واشهرها ( تحليل سوات SWOT ):
يُعد تحليل SWOT أداة تحليلية قوية يمكن استخدامها لتقييم أي قرار في الحياة أو العمل، حيث يساعد على تحديد العوامل الداخلية والخارجية التي قد تؤثر على نجاح القرار، مما يتيح لك اتخاذ قرارات مدروسة بشكل أفضل.
4. توليد البدائل:
الخطوة الرابعة هي توليد البدائل الممكنة لحل المشكلة أو تحقيق الهدف، فهناك العديد من الطرق المختلفة لحل المشكلة أو تحقيق الهدف، ومن المهم التفكير في جميع الخيارات الممكنة قبل اتخاذ القرار.
5. تقييم البدائل:
الخطوة الخامسة هي تقييم البدائل الممكنة بناءً على المعايير المحددة، فكل بديل له مزايا وعيوب، ومن المهم تقييم كل بديل بعناية قبل اتخاذ القرار، حيث يتم تحديد البديل الذي يحقق الأهداف المرجوة بشكل أفضل.
6. اتخاذ القرار وتنفيذه:
الخطوة السادسة هي اتخاذ القرار وتنفيذه بعد تقييم البدائل الممكنة، ففي بعض الحالات قد يكون القرار واضحًا، بينما في حالات أخرى، قد يكون من الصعب اتخاذ القرار وقد يكون اتخاذ القرار بعدم عمل الشيء هذا في حال عد وجود أي مجال او أي بديل افضل لتحقيق الأهداف، مع هذا في الغالب لكل هدف طريقة لتحقيقه ولإيجاد افضل البدائل لحل الإشكاليات او المعوقات في التنفيذ والتي يمكن استخدامها لتفادي أي عوائق والبدء بتنفيذ القرار نحو الوصول الى الأهداف المرجوة او من اجل حل المشكلة او لاستغلال الفرصة المحددة.
نصائح لاتخاذ القرار الناجح
كن واقعيًا: حدد أهدافك وتوقعاتك بشكل واقعي، ولا تتوقع تحقيق المستحيل، تعلم كيف تضع اهداف ذكية SMART.
امنح نفسك الوقت الكافي: لا تتخذ قرارات متسرعة، وامنح نفسك الوقت الكافي لجمع المعلومات وتقييم الخيارات المتاحة.
اجمع المعلومات من مصادر متنوعة: لا تعتمد على مصدر واحد فقط للحصول على المعلومات، وابحث عن المعلومات من مصادر مختلفة.
ناقش قرارك مع الآخرين: اطلب المشورة من الأشخاص الذين تثق في آرائهم، وناقش قرارك معهم.
كن مستعدًا للمخاطرة: لا تتوقع أن تكون كل قراراتك ناجحة، كن مستعدًا للمخاطرة وتحمل العواقب، واعرف ان حتى كبار علماء الإدارة ورجال الاعمال يخطئون في بعض قراراتهم.
استخير الله في القرارات الكبيرة: إذا كنت تواجه قرارًا مهمًا، استشر الله تعالى واطلب منه التوفيق والسداد وصلي صلاة الاستخارة.
التفكير بعقلانية: حاول الابتعاد عن العاطفة عند اتخاذ القرارات، وركز على التفكير بعقلانية.
التفكير في العواقب المحتملة: توقع العواقب المحتملة لكل خيار، واختار الخيار الذي يؤدي إلى أفضل النتائج.
الاستعداد للتغيير: قد يكون من الضروري تغيير قرارك بعد الحصول على المزيد من المعلومات أو تغيير الظروف.
اقتباسات عن اتخاذ القرار الناجح
- "أحيانا يتوجب عليك اتخاذ القرار السيء للابتعاد عن الأسوء" - سيغموند فرويد.
- " أنا لا أؤمن بأخذ القرار الصائب أنا أتخذ القرار وبعدها أجعله صائبًا " محمد علي جناح.
- "التردد يولد العجز في اتخاذ القرار ويؤدي بصاحبه إلى الفشل و فقدان الفرص الثمينة" - غمكين كردستاني.
- "القرارات الجيدة تأتي من الخبرة والخبرة تأتي من اتخاذ القرارات السيئة" - مارك توين.
- "كنت أعلم أنني لن أندم إذا فشلت، وكنت أعلم أيضا أن الشيء الوحيد الذي سوف أندم عليه هو عدم المحاولة أبدا "ـ جيف بيزوس.
- "اصـعـــب اللـحـظـــات تلك التي تـعــزم فيهــا اتخاذ قـــرار يــؤلـمـــك ولـكـنــه صـــائـــب" - ديل كارنيجي.